صفقة ترمب- هل ينجح بوتين في الوساطة بين أمريكا وإيران وأوكرانيا؟
المؤلف: عبدالرحمن الطريري09.08.2025

منذ أن كان مرشحًا للرئاسة، يعرب الرئيس دونالد ترامب عن عزمه على إيجاد حل للصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا. وبالتوازي مع ذلك، يُظهر رغبة جامحة في التوصل إلى اتفاق نووي، أو حتى اتفاق يتجاوز مجرد الاتفاق النووي، مع إيران، وذلك منذ عودته إلى البيت الأبيض.
إنّ الكثيرين على دراية بأن دونالد ترامب، مؤلف الكتاب الشهير "فن الصفقة"، يصبو دائمًا إلى إبرام الصفقات، ويتطلع بشغف إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام، خاصة بعد لقائه الأول بالرئيس الكوري الشمالي في فترة رئاسته الأولى. هذا الطموح يقلل من حدة المخاوف لدى البعض بشأن تهديداته العسكرية، على الرغم من قصفه للحوثيين ودعمه لمعارك نتنياهو في بداية ولايته.
بينما سعى ترامب جاهدًا لحل الأزمة الأوكرانية الروسية في غضون 24 ساعة، ونجح لاحقًا في تحقيق اتفاق بشأن المعادن مع كييف، بدا واضحًا أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى بريطانيا، الخصم التاريخي لروسيا، غير متحمسة لفكرة وقف الحرب أو تقديم تنازلات للقيصر، سواء فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم أو بأجزاء من شرق أوكرانيا ذات الأغلبية الروسية.
على صعيد آخر، وعلى الرغم من التراجع الملحوظ في نفوذ إيران في المنطقة، سواء من خلال الخسائر الباهظة التي تكبدها نظام الأسد في سوريا، أو من خلال سلسلة الإخفاقات التي تعرض لها حزب الله في لبنان،
إلا أن جولات المفاوضات الثنائية الأمريكية الإيرانية لم تُثمر بعد، على الرغم من سلسلة اللقاءات التي جرت بين روما ومسقط، والتي تضاربت الأنباء حولها بين تحقيق تقدم وتواجه عقبات.
كما أنّ فرص إيجاد حل للأزمة في غزة، وتحرير الرهائن، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار لم تتحقق بعد. فمن وجهة نظر نتنياهو، يبدو أن الاستمرار في الحرب، تحت أي ذريعة، هو الخيار الأمثل لمستقبله السياسي. وفي المقابل، يبدو أن حماس قد وجدت في المفاوضات الأمريكية مع الحوثيين فرصة سانحة لتحسين شروط التفاوض، وتجاوز أي شرط يقصيها من الحل السياسي.
وسط هذه التعقيدات المتشابكة والسعي الدؤوب للإدارة الأمريكية لحسم هذه الملفات الثلاثة مجتمعة، يظهر تحرك بالغ الأهمية على ساحة الأحداث، حيث يتوجه الرئيس بوتين إلى طهران، ويعرض وساطته بين الإيرانيين والأمريكيين للوصول إلى حل سلمي للاتفاق النووي.
هذا التحرك يثير تساؤلات حول الكيفية التي يدير بها مفاوضو ترامب "فن الصفقة" معه، سواء كانوا من صانعي السجاد المهرة أو من محترفي لعبة الشطرنج. فلكل لعبة طرفان، ولكل فعل رد فعل، كما تعلمنا من قوانين نيوتن في الفيزياء.
من المرجح أن الرئيس فلاديمير بوتين يراهن على فتور العلاقات الأمريكية الأوروبية، وعلى الرغبة الجامحة لدى الرئيس الأمريكي في إنهاء الحروب والنزاعات المعلقة، ليقدم عرضًا قد تتنازل فيه إيران بشكل أكبر، ربما من خلال خفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما دون 3.76% (النسبة التي سمح بها اتفاق أوباما)، أو بجعل الاتفاق ساري المفعول لفترة أطول من 25 عامًا، كما يطمح المبعوث الأمريكي ويتكوف.
ولا شك أن ثمن هذا التنازل سيكون الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، ومنع أوكرانيا بشكل قاطع من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى رفع شامل للعقوبات المفروضة على روسيا، وربما اقتطاع أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا. هذه فرصة لاختبار ردود الأفعال في سياق "فن الصفقة."
إنّ الكثيرين على دراية بأن دونالد ترامب، مؤلف الكتاب الشهير "فن الصفقة"، يصبو دائمًا إلى إبرام الصفقات، ويتطلع بشغف إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام، خاصة بعد لقائه الأول بالرئيس الكوري الشمالي في فترة رئاسته الأولى. هذا الطموح يقلل من حدة المخاوف لدى البعض بشأن تهديداته العسكرية، على الرغم من قصفه للحوثيين ودعمه لمعارك نتنياهو في بداية ولايته.
بينما سعى ترامب جاهدًا لحل الأزمة الأوكرانية الروسية في غضون 24 ساعة، ونجح لاحقًا في تحقيق اتفاق بشأن المعادن مع كييف، بدا واضحًا أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى بريطانيا، الخصم التاريخي لروسيا، غير متحمسة لفكرة وقف الحرب أو تقديم تنازلات للقيصر، سواء فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم أو بأجزاء من شرق أوكرانيا ذات الأغلبية الروسية.
على صعيد آخر، وعلى الرغم من التراجع الملحوظ في نفوذ إيران في المنطقة، سواء من خلال الخسائر الباهظة التي تكبدها نظام الأسد في سوريا، أو من خلال سلسلة الإخفاقات التي تعرض لها حزب الله في لبنان،
إلا أن جولات المفاوضات الثنائية الأمريكية الإيرانية لم تُثمر بعد، على الرغم من سلسلة اللقاءات التي جرت بين روما ومسقط، والتي تضاربت الأنباء حولها بين تحقيق تقدم وتواجه عقبات.
كما أنّ فرص إيجاد حل للأزمة في غزة، وتحرير الرهائن، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار لم تتحقق بعد. فمن وجهة نظر نتنياهو، يبدو أن الاستمرار في الحرب، تحت أي ذريعة، هو الخيار الأمثل لمستقبله السياسي. وفي المقابل، يبدو أن حماس قد وجدت في المفاوضات الأمريكية مع الحوثيين فرصة سانحة لتحسين شروط التفاوض، وتجاوز أي شرط يقصيها من الحل السياسي.
وسط هذه التعقيدات المتشابكة والسعي الدؤوب للإدارة الأمريكية لحسم هذه الملفات الثلاثة مجتمعة، يظهر تحرك بالغ الأهمية على ساحة الأحداث، حيث يتوجه الرئيس بوتين إلى طهران، ويعرض وساطته بين الإيرانيين والأمريكيين للوصول إلى حل سلمي للاتفاق النووي.
هذا التحرك يثير تساؤلات حول الكيفية التي يدير بها مفاوضو ترامب "فن الصفقة" معه، سواء كانوا من صانعي السجاد المهرة أو من محترفي لعبة الشطرنج. فلكل لعبة طرفان، ولكل فعل رد فعل، كما تعلمنا من قوانين نيوتن في الفيزياء.
من المرجح أن الرئيس فلاديمير بوتين يراهن على فتور العلاقات الأمريكية الأوروبية، وعلى الرغبة الجامحة لدى الرئيس الأمريكي في إنهاء الحروب والنزاعات المعلقة، ليقدم عرضًا قد تتنازل فيه إيران بشكل أكبر، ربما من خلال خفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما دون 3.76% (النسبة التي سمح بها اتفاق أوباما)، أو بجعل الاتفاق ساري المفعول لفترة أطول من 25 عامًا، كما يطمح المبعوث الأمريكي ويتكوف.
ولا شك أن ثمن هذا التنازل سيكون الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، ومنع أوكرانيا بشكل قاطع من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى رفع شامل للعقوبات المفروضة على روسيا، وربما اقتطاع أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا. هذه فرصة لاختبار ردود الأفعال في سياق "فن الصفقة."